العلامّة المرحوم السيّد محمّد علي الروضاتيّ وأنموذجٌ من التحقيق والتدقيق في فنّ فهرسة المخطوطات
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
هذه نسخةٌ نفيسةٌ من شرح الصحيفة السجّاديّة الكاملة للعلّامة الميرزا محمّد بن محمّد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمّيّ المشهديّ (ت 1107 هـ)، كَتبها محمّد إسماعيل بن محمّد حسين في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1117 هـ.
كَتب المرحوم العلّامة السيّد محمّد عليّ الروضاتيّ (ت 1433 هـ) على ظهر النسخة نبذة عن الشارح وشرحه، بما نصّه:
بسم الله تعالى. هذه نسخة ثمينة من كتاب (شرح الصحيفة الكاملة السجّاديّة) ـ على مُنشئها آلاف السلام والتحيّة ـ، لمولانا العلّامة ميرزا محمّد بن محمّد رضا المشهديّ، نسبةً إلى مشهد مولانا الإمام المعصوم أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا بخراسان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.
وهو ـ أعني الشارح ـ: من أجلّة علماء الشيعة ومصنّفيهم في أواخر المائة الحادية عشر وأوائل الثانية عشر، وكان يعرف بميرزا محمّد الخيّاط ـ كما هو مكتوب في صدر صفحة العنوان من نسختنا هذه وغيرها ـ. وله تأليفات نفيسة؛
منها: ـ أشهرها ـ (كنز الدقائق وبحر الغرائب) في تفسير القرآن الكريم بالروايات عن المعصومين ـ صلوات الله عليهم ـ، ألّفه في مدّة عشر سنين، وفرغ منه في أواخر عام 1103 هـ.
ثمّ تفسيره الآخر بالفارسية، وعندنا بعض أجزاء تفسيريّة.
وأمّا شرحه هذا للصحيفة الشريفة فقد صنّفه في [يوم الجمعة ثامن شهر شوّال] سنة 1090 هـ [بعد الشروع فيه في أوّل شهر رمضان المبارك] في المشهد المقدّس الرضويّ ـ كما يظهر من الفهارس ـ. وتأريخ نسختنا هذه التي فرغ الكاتب منها سنة 1117 هـ، [وذكر لها في فهرس الموحّد للمخطوطات الإيرانيّة (فنخا) 14 نسخةً؛ الأولى كاملة والثانية ناقصة الآخِر، وكلتاهما بخطّ المؤّلف، وللأولى حواشٍ بإمضاء: «منه ـ دام ظلّه ـ» وكتب في حاشية الصفحة الأخيرة: «قد تمّ القبال في رابع عشر شوّال سنة 1101 هـ»].
وقد اشترينا هذه النسخة فيما اشتريناه من بقايا مكتبة المرحوم ميرزا مجد الدين النصيريّ الأمينيّ بطهران، في يوم الخميس السادس من المحرّم عام 1391، والمجد هو الذي اشترى هذه من ورثة المرحوم الشيخ محمّد علي الواعظ التلواسكاني في إصفهان وحملها معه إلى طهران
التعريف بمُتملِّكي النسخة وسجع أختامهم.
وبعد ذلك شرع العلّامة الروضاتي ـ رحمه الله ـ في التعريف بمُتملِّكي النسخة وسجع أختامهم، وهُم:
- الشيخ محمّد عليّ الواعظ التلواسكانيّ.
- السيّد محمّد مهديّ بن السيّد محمّد باقر البيد آباديّ الإصفهانيّ.
- السيّد عبد الوهّاب بن السيّد محمّد مهديّ البيد آباديّ الإصفهانيّ.
- الميرزا مجد الدين النصيريّ الأمينيّ الطهرانيّ.
- السيّد محمّد عليّ الروضاتيّ.
- الشيخ حسن المظاهريّ الإصفهانيّ.
وحيث كانت كلماته بالفارسية فنقلتُ كلامه إلى العربيّة تعميماً للفائدة:
بسم الله تعالى.
قال الميرزا أبوالقاسم الرفيعيّ المهرآباديّ (الرفيعائيّ الأردستانيّ) في كتاب (آثار ملّي إصفهان ص: 198): «مِن جملة المعروفين في منطقة تلواسكان: الشيخ محمّد علي الواعظ التلواسكانيّ، كان حيّاً في سنة 1340 هـ».
يقول العلّامة الروضاتيّ ـ رحمه الله ـ: كلمات الرفيعيّ مستندة إلى هذه النسخة أو ما ماثَلها من نُسَخ كُتبه ـ على الظاهر ـ.
سَجع ختمه الذي يُرى في الصفحة الأولى وظهرها: «أٌفَوِّضُ أمْرِي إلى الله، عبدُه: محمّد عليّ».
وقبل أن تَملَّكها الشيخ محمّد عليّ الواعظ التلواسكانيّ كانت النسخة في تملّك أسرة السيّد حجّة الإسلام الشفتيّ ـ أي: الحاجّ السيّد محمّد باقر بن محمّد نقيّ البيد آباديّ الإصفهانيّ (ت 1260 هـ) ـ، وختمُ ابنه الأكبر ـ أي: السيّد محمّد مهديّ ـ موجود على ظهر الصفحة الأولى، وسجعه: «محمّد مهديّ بن محمّد باقر الموسويّ»، ثمّ بعده ختم ابنه السيّد عبد الوهّاب البيد آباديّ مع سجع: «عبد الوهّاب بن محمّد مهديّ الموسويّ».
توفّي المرحوم السيّد حجّة الإسلام الكبير في الإصفهان في شهر ربيع الآخر سنة 1260 هـ، وتأريخ وفات ابنه الأكبر ـ أي: السيّد محمّد مهديّ ـ الذي كان من العلماء المحقّقين مجهولٌ عندنا، ونعرف للسيّد محمّد مهدي بِنتاً أيضاً، وهي كانت الزوجة الأوّليّة للمرحوم السيّد أبو جعفر المعروف بخادم الشريعة (ت 1324 هـ)، خلف جدّنا الأمجد الأعلى العلّامة الكبير السيّد صدر الدين الموسويّ العامليّ (ت 1263 هـ) ـ قدّس الله أرواحهم ـ، وليس بأيدينا من أحوال السيّد عبد الوهّاب بن السيد محمّد مهديّ شيئاً آخر، لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً.
وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد المصطفى وآله الطاهرين وسلّم. حرّره مالكه المجازي سيّد محمّد عليّ روضاتيّ ـ عفى الله تعالى عنه
وإليك نصّ إهداءِ السيّدِ الروضاتيّ النسخةَ إلى الشيخ حسن آقا المظاهري الإصفهانيّ في ليلة غرّة جمادى الآخرة سنة 1422 هـ:
بسم الله الرحمن الرحيم. أهديت هذا الكتاب الشريف للأخ الأعزّ الفاضل الكامل الأستاذ الحسن آقا المظاهريّ الإصفهانيّ ـ متّعنا الله ببقائه ـ وأنا أقلّ الداعين سيّد محمّد علي روضاتيّ، في ليلة غرّة جمادى الآخرة سنة 1422