(2) من نفائس التراث الإمامي: نسخة اختيار الرجال لشيخ الطائفة الطوسي.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين محمد وآله الطبيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين.

وبعد فلا يخفى على أحد أهمية التراث الرجالي ومنزلته عند علماء الطائفة المحقة، وعنايتهم به منذ قديم الزمان عن طريق حفظه ونسخه وضبطه، وتأدية لحقهم وتقديرا لجهودهم المباركة وأياديهم البيضاء، نعرف اليوم بنسخة نفيسة من نسخ كتاب اختيار الرجال لشيخنا الطوسي (رضي الله عنه) ونذكر شيئا من مميزاتها، لعل وعسى أن يستفيد منها الباحثين، في تحقيقاتهم، خصوصاً أن هذه النسخة لم تعتمد في التحقيقات المطبوعة حديثاً لـ (اختيار الرجال)، وقد اعتمدها المرحوم (العلامة المصطفوي) في تحقيقه، وعلى كل حال نبدأ ببعض المعلومات الأساسية عن النسخة:

  • مكان النسخة: مكتبة جامعة طهران
  • رقم النسخة: 133/2 – د
  • مقاس النسخة: 15/5×9/5
  • الناسخ: أبو نصر بن أبي المعالي بن أحمد بن أبي البركات بن البرّى
  • تاريخ النسخ: (602 هـ)


وقد وقع اشتباه في قراءة تاريخ إنهائها، فقد كتب في فهرس فنخا، ما نصه: (وكان الفراغ منه اخر نهار الثلثا رابع ذي القعده من سنة اثنى وسبعمائة)[1] وهو خطأ، والصحيح ما ذكرناه وهو (602 هـ)، كما هو واضح في الصورة أدناه

0211736
صورة الأنهاء في آخر النسخة

ونسخة (اختيار الرجال) تقع ضمن مجموع أوله كتاب: (إيضاح الإشتباه في أسماء الرواة) للعلامة الحلي، وهي – أي نسخة (اختيار الرجال) – مع الأسف ناقصة الأول والآخر، حيث تبدأ من الحديث الحادي والعشرون من ترجمة (هشام بن الحكم)، وتنتهي بترجمة (علي بن جعفر بن العباس الخزاعي المروزي) وما قبله من تراجم قد سقط بعضها في مواضع متفرقة، والظاهر أن السقط كان في النسخة المعتمدة بقرينة أن في مواضع السقط تكون الترجمة متداخلة بين لوح وآخر وصفحة وآخرى، فلو كان السقط في هذه النسخة كان لا بد أن نجد بعض المواضع ناقصة من أطراف الأحاديث التي وقع السقط بينها، ولكن ذلك غير موجود هنا.

أما في ما يتعلق بمييزات هذه النسخة، فهي تعد النسخة الثانية في المرتبة من جهة الأقدمية، حيث أن أقدم نسخة عثر عليها لحد الآن هي نسخة مكتبة السيد المرعشي النجفي، وهي برقم: (2636)، والتي يعود تاريخ نسخها إلى سنة: (577 هـ).

ونسختنا هذه مضبوطة متقنة قليلة الأخطاء والتصحيفات، وعليها تملكات وتعليقات وتصحيحات جملة من العلماء، منهم:

  • إبراهيم بن يحيى بن محمد بن نجم العاملي.
  • حسن بن علي بن حسين المهذب.
  • أبو طالب الحسيني الهمداني.
  • محمد باقر بن أسد الله.

صور التملكات التي على النسخة.

ومما يزيد من أهمية هذه النسخة هو أن بعضها قوبل مع نسخة قرئت على السيد ابن طاوس والتي قوبلت مرتين على النسخة التي بخط الشيخ الطوسي (رحمه الله)

Screenshot 2025 01 12 112009
صورة بلاغ مقابلة الشيخ حسن

ومن قابل بعض هذه النسخة مع النسخة المقروءة على السيد ابن طاووس هو المحقق الخبير والناقد البصير الشيخ حسن بن زين الدين العاملي، وكتب في بلاغ المقابلة ما لفظه: (قوبل هذا الجزء بنسخة مقروءة على السيد السعيد جمال الملة والدين أحمد بن طاوس الحسني قدس الله روحه، وعليها كتابة بالمقابلة بنسخة الأصل التي بخط الشيخ رحمه الله مرّة بخطّ كاتب النسخة وأخرى بخط غيره والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله. وكتب حسن بن زين الدين حامدا مصلّيا.)

وكذا علق على أسم (علي بن الحسين بن عبد ربه) وبين أن هذا هو الصحيح من لفظه، حيث قال: (وأن هذا هو الصواب وقد وجدته كذلك في بعض نسخ الكتاب، وسيأتي في ترجمة أبي علي بن راشد ما يشهد له، ومنه يعلم ان جعله ابن عبدالله في المواضع السابقة غلط، والعجب من بعض القاصرين أنه كتب على هذا الموضع من النسخة التي أصلحنا منها هي: «صوابه ابن عبدالله»، والنسخة المذكورة مقروءة على السيد جمال الدين بن طاووس رحمه الله وعليها خطه)

Screenshot 2025 01 12 104418
صورة تعليق الشيخ حسن

وقد قارنت بعض المواضع من هذه النسخة مع ما هو مطبوع من (اختيار معرفة الرجال) بتحقيق الشيخ محمد جاسم الماجدي (رحمه الله)، الذي أعتمد فيه على نسخة مكتبة السيد المرعشي النجفي، المنسوخة سنة (577 هـ) وجعلها نسخة الأصل، مع (8) نسخ آخرى، وأثبت بعض مواضع هذه الاختلافات، التي هي أنسب من جهة السياق من المطبوع، وبها يتبين جودة ضبط هذه النسخة.

المطبوع

المخطوط

1- (وأمَّا هشام بن الحَكَم، فتكلَّم بالحقَّ، فما سوغك بريقك)[2]

(وأمَّا هشام بن الحَكَم، فتكلَّم بالحقَّ، فما سوغك ريقك)

2- (كتب أبو جعفر محمّد بن أحمد بن جعفر القمّي العطّار، وليس له ثالث في الأرض في المغرب والمشرق)[3]

(كتب أبو جعفر محمّد بن أحمد بن جعفر القمّي العطّار، وليس له ثالث في الأرض في القرب من الأصل)

3- (فرضي هشام بن سالم أنْ يتكلَّم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحَكَم أنْ يتكلَّم عند محمد بن هشام)[4]

(فرضي هشام بن سالم أنْ يتكلَّم عنه محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحَكَم أنْ يتكلَّم عنه محمد بن هشام)

4- (فبقي الرجل لا يدري أيش يقول)[5]

(فبقي الرجل لا يدري أي شيء يقول)

5- (ثم خلاّني ومضى، فإذا خادم بالباب)[6]

(ثم خلاني ومضى، وإذا خادم بالباب)

6- (يريد عبدالله أنْ لا يعبد الله)[7]

(يريد عبدالله إلاّ يعبد الله)

7- (أكثر ما كان يحلُّ بي من أبيه إذا دخلت عليه. قلت: جُعلت فداك)[8]

(أكثر مما كان يحلُّ بي من أبيه إذا دخلتُ عليه، قال قلت: جعلتُ فداك)

8- (حدَّثني عبد المَلِك بن هشام الحنّاط)[9]

(حدَّثني عبد المَلِك بن هشام الخياط)

9- (تعالى الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولا مثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين) وعن نسخة آخرى في هامش المطبوع: (من صفة)[10]

(تعالى الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولا مثل ولا نظير ولا هو في صفة المخلوقين)

10- (قال قلت: فنُعطي الزكاة من خالف هشاماً في التوحيد) وعن نسخة آخرى في هامش المطبوع: (فتُعطى)[11]

(قال قلت: فيعطى الزكاة من خالف هشاماً في التوحيد)

11- (فأنشده، فبكى صلوات الله عليه ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته)[12]

(فأنشده صلى الله عليه ومن حوله حتّى صارت الدموع على وجهه ولحيته)

12- (ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنَّة بأسرها وغفرالله لك، قال: يا جعفر ألَا أزيدك)[13]

(ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنَّة بأسرها وغفرالله لك، وقال: يا جعفر ألَا أزيدك)

مع ملاحظة أن المورد الأول والرابع والخامس والسادس والعاشر في المبطوع بتحقيق العلامة المصطفوي مطابق للمطبوع بتحقيق الشيخ محمد جاسم الماجدي، وأما في الموضع السابع فـ (مما) مشار لها في الهامش، و (قال) غير موجودة، وفي الموضع الثامن أشار للفظ الخياط في الهامش ،وفي الموضع الثاني عشر في المتن (فقال).

كما يمكنكم تحميل النسخة عبر مراجعة قناتنا على التلقرام بالضغط (هنا)

وفي الختام نتمنى أن يكون في الذي سردناه فائدة للباحثين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

[1] فهرس فنخا، ج2، ص462
[2] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص190، س7
[3] اختيار معرفة الرجال، ج3، ص163، س4
[4] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص194، س11-12
[5] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص199، س5
[6] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص200، س12
[7] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص201، س1
[8] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص201، س6
[9] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص202، س4
[10] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص203، س3
[11] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص203، س4
[12] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص210، س8-7
[13] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص211، س4-3

قد يهمك أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *