ضرورة الرجوع إلى المخطوطة (نسخة “الروضة البهيّة” أنموذجاً)

 بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

قال الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ(المتوفى 1389 هـ) في طبقاته:

عليّ طباطبائيّ: (ح 1131) واسمه “زين الدين” أهدى إليه محمّد بن محمّد مؤمن القصاع اليمانيّ المجلّدَ الأوّل من شرح “اللمعة” الذى كتبه بخطّه و فرغ منه 27 شعبان 1131، فكتب صاحب الترجمة على ظهر النسخة بخطّه: ‹‹إنّي وهبت هذا المجلّد لكاتبه المذكور ليتمّمه وينتفع منه ويحصل لي لأجر وذلك لوجود نسخة هذا الشرح عندي كلاً وعدم حاجتي إلى هذا المجلّد››، وهذه النسخة عند السيّد محمد الموسويّ الجزائريّ

طبقات أعلام الشيعة ج9 ص537

أقول: لیس کلما یقول الشيخ آقا بزرك ره أو غيره: ‹‹وكتب على ظَهر النسخة كذا…›› أنّه نَقَل النصَّ بعينه، بل ربما ينقل مضمونه، وعلينا أن نراجع نفس المخطوطة؛ حذراً من الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه الناقل ولكي نطمئن عن المادة المنقولة؛ فعلى سبيل المثال في ترجمة الطباطبائيّ الذي تكلّم الشيخ عنه وقال: ‹‹فكتب صاحب الترجمة على ظَهر النسخة بخطِّه: …›› لم ينقل النصّ بعينه، وحينما نراجع النسخة نرى أنّ للنسخة كاتبَيْن بينما المفهوم من المنقول في الطبقات أنّه لها كاتب واحد.

وإليك النصّ الموجود ـ كما رأيته على النسخة بعيني ـ:

‹‹لمّا انتقل إليَّ هذه الكَراريس الأربَعة عشر مِن كتاب (شرح اللمعة) مِن عِند نامِقِه ـ أسعَدَه اللهُ في الدارَينِ ـ هِبَةً، وما كانَ لي حاجةٌ إلَيها بسبب وجودِ ذلك الكتابِ عندي كُمَّلاً؛ فلذلك وَهَبتُها لأخي المؤمن محمّد بن محمّد مؤمن القصاع، ومَلَّكتُه إيّاها؛ كي يُكَمِّلَها لنفسه، وينتفع بها، ويفوز بذلك عند الله فوزاً عظيماً. وأنا العبد زين الدين عليّ الطباطبائيّ››.

وختمه البيضويّ منقوشٌ فيه: ‹‹أُفَوِّضُ أمْري إلَى اللهِ، عَبدُه زَيْنُ الدِّيْنِ عَليّ››.

والقرائن الموجودة أيضاً تؤيّد ذلك؛ حيث نرى في الصفحة 112 تغيير الخطّ؛ فعلى هذا نفهم أنّ الكاتب لكراريس الأربعة عشر ـ على أن تكون كلّ “كرّاسة” 8 صفحات ـ هو غيرُ محمّد بن محمّد مؤمن القصاع الذي كمَّل النسخة.

وأخبر المكمِّل عن تكميله لكراريس الأربعة عشر، في أسفلِ يسارِ الصفحة الأخيرة، بما نصّه:

‹‹تمّت كتابة الجلد الأوّل من هذا الكتاب بيد العبد المذنب المفتقر إلى رحمة الله الغنيّ محمّد بن محمّد مؤمن القصاع اليمانيّ في سابع عشرين شهر شعبان المعظّم سنة 1131 هـ››.