علماء المسلمين وانجازاتهم modified

صفحةٌ مُشرِقةٌ عن تأريخ السماع والقراءة والإجازة عند العلماء الإمامية

 بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

000000000
آية 121 من سورة آل عمران

هذه نسخة نفيسة، ثمينة وقديمة من الجزء الثالث من كتاب «التبيان في تفسير القرآن» للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ (توفي 460 هـ)، كُتِبتْ في حياة المصنِّف.

والنسخة تشمتل على آية 121 من سورة آل عمران ﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ إلى آية 50 من سورة المائدة ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

1
الصفحة الأولى من المخطوط

وجاء على الورقة الأولى بخط الشيخ الطوسيّ أنّ الشيخ أبا الوفاء عبد الجبّار ابن عبد الله المقرئ النيشابوريّ الرازيّ قرأ الكتاب لديه، وسمعه أبو محمّد الحسن بن الحسين ابن بابويه القميّ ثم الرازيّ المعروف بـ(حسكا) وأبو عليّ الحسن بن محمّد الطوسيّ، في ربيع الأوّل سنة 455 هـ، هذا نصه:

«قرأ عليَّ الشيخ أبو الوفاء عبد الجبّار ابن عبد الله المقرئ الرازيّ – أدام الله عزّه – هذا الجزء مِن أوّله إلى آخره، وسمع جميعَه الشيخُ أبو محمّد الحسن بن الحسين ابن بابويه القمي وولدي أبو عليّ الحسن بن محمّد، وكَتب محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ في شهر ربيع الأوّل سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وسمعه أيضاً أبو عبد الله عليّ بن الحسين‏ الصوري المقري».

ونقل الأفنديّ صورةَ إجازة الشيخ – التي وجدها على ظهر الجزء السابع من تفسير التبيان – عند ترجمة الشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار ابن عبد الله المقرئ الرازيّ وقال:

وقد وجدت على ظهر نسخةٍ من التبيان للشيخ الطوسيّ إجازةً منه بخطّه الشريف للشيخ أبي الوفاء عبد الجبار هذا، وكانت صورتها هكذا: «قرأ عليَّ هذا الجزء – و هو السابع من التفسير – الشيخُ أبو الوفاء عبد الجبّار بن عبد اللّه الرازيّ – أيّد اللّه عزّه – وسمعه الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه وأبو عبد اللّه‏ محمّد بن‏ هبة اللّه‏ الورّاق الطرابلسيّ وولدي أبو عليّ الحسن بن محمد، وكتب محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ في ذي الحجّة من سنة خمس وخمسين وأربعمائة».

رياض العلماء ج3 ص66

وأخبر عنها أيضاً في موضعَين: أ: عند ترجمة الشيخ أبي محمّد الحسن بن الحسين ابن بابويه القميّ[1]. ب:عند ترجمة الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ[2]. غير أنّ الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن هبة اللّه الورّاق الطرابلسيّ في الإجازة التي كُتِبتْ على الجزء السابع جاء بدلاً من أبي عبد الله عليّ بن الحسين‏ الصوريّ المقرئ الذي كان في الإجازة التي كُتِبتْ على الجزء الثالث.

2
الصفحة الأخيرة من المخطوط

وجاء أيضاً على ظهر هذه النسخة‏ إجازةٌ من الشيخ أبي الوفاء المذكور بخطّه لولده أبي القاسم عليّ وللسيد أبي الفضل الداعيّ بن عليّ بن الحسن الحسينيّ، في شهر جمادى الأولى سنة 494 هـ، هذا نصه:

«قرأ عليَّ ولدي أبو القاسم عليّ بن عبد الجبّار – وفّقه الله – هذا الجزءَ مِن أوّله إلى آخره، وسمع السيّد أبو الفضل داعي بن عليّ بن الحسين الحسينيّ – أدام الله تأييده -، كتبه أبو الوفاء عبد الجبّار بن عبد الله بن عليّ المقرئ بخطّه، بتأريخ شهر جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة، حامداً لله، ومصلّياً على نبيّنا [محمّد وآله وأجزت له] روايتَه عنّي عن مصنِّفه – رضي الله عنه -».

ونقل الأفندي صورة هذه الإجازة – التي وجدها على ظهر الجزء السابع من تفسير التبيان – عند ترجمة الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبد الجبّار ابن عبد الله المقرئ الرازيّ وقال: ثم قد وجدنا بخطّ الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبار المذكور على ظهر تفسير التبيان للشيخ الطوسيّ ما هذه صورته:

قرأ عليَّ هذا الجزء – وهو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان – ولدي أبو القاسم عليّ بن عبد الجبار، وأجزت له روايتَه عنّي عن مصنِّفه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ – رحمة اللّه عليه – كيف شاء وأحبَّ، وسمع لقراءته السيّد الموفّق أبو الفضل داعي بن عليّ بن الحسن الحسينيّ – أدام اللّه توفيقهما

رياض العلماء ج4 ص85

و أقول: أنّ الحقّ أنّ مرادَه مِن هذا الولد هو صاحب هذه الترجمة، وأمّا اختلافهما في الكنية فالأمر فيه سهلٌ، فتأمّل.وأخبر عنها أيضاً عند ترجمة السيّد أبو الفضل الداعي بن عليّ بن الحسن الحسينيّ السرويّ[3].وجاء أيضاً فوق خطّ الشيخ الطوسيّ كلمات بخطّ الشيخ أبي الوفاء المذكور لكن مسحت أوّلها، هذا نصه:

« … وليس لأحدهما فيه نصيبٌ بوجه من الوجوه، كتبه أبو هما عبد الجبّار بن عبد الله المقرئ بتاريخ رجب سنة خمس وخمسمائة».

وجاء في آخر النسخة إجازة من الشيخ المفید [والمراد به على الأقوى: هو الشيخ أبو الوفاء المذكور] لعليّ بن الفتح و عليّ بن أحمد؟، هذا نصّه: «قرأ عليّ بن أحمد بن … من أوّله إلى آخره … الشيخ … وكذلك الشيخ الفقيه العالم عليّ بن الفتح الواعظ الجرجانيّ – أدام الله عزّه -».

وأخبر عن قرائته عليُّ بن الفتح على أستاذه، وكتبها أيضاً بخطّه، هذا نصّه:

«فرغ من قراءته عليّ بن الفتح الواعظ الجرجانيّ على صاحبه الأجلّ المفيد … في غرّة رجب – عظّم الله بركته – سنة ثلاث وخمسمائة. وقابلت نسختي هذه؟ بالأصل على قدر الإمكان، كتبه عليّ بن الفتح الواعظ».

والنسخة يحتفظ بها في مكتبة السيّد المرعشي – رحمه الله -، وصوّرها أيضاً مركز إحياء التراث الإسلاميّ في 24 ربيع الثاني 1417 هـ.

  • [1] رياض العلماء ج1 ص174
  • [2] رياض العلماء ج1 ص334
  • [3]رياض العلماء ج2 ص268

قد يهمك أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *